بدء تعهد اللغوي

نقترب أخيراً الى اللحظة الحاسمة: أخر الساعات قبل ان يدخل تعهد اللغوي المشهور حيز التنفيذ هنا في برنامج مدلبيري الصيفي وسوف يجب ان يتجنب كل المساهمون عن استخدام اية لغة غير العربي خلال مدة البرنامج. وخلال اليوم كله كانت ملموسة احساس التوقع والانفعال عند الطلاب وهم يتطلعون الى تجربة العيش في عالم جديد لا يمكن ان يُعبرون عن انفسهم إلا باللجاء الى هذه اللغة الجميلة المحبطة . جاء كلهم يوم الجمعة وما إن وصلوا تغيرت بيئة الجامعة فجاةً من حديقة هاديئة الى موصل وفود الطلاب المتحمسين. من دار  للعصافير والحشرات والضفاضع الى سوق عكاظ لتبادل سيرات ذاتية وخطات مهنية. من مكان صامتة و مطئمنة بإستثناء حفيف الاشجار الى مركز النشاط والضجة والحماسة الشبابية وشعور غامضة بامكانية بدء  مغامرات غرامية ما بين هؤلاء الطلاب الثرثارين.
يوم السبت راقبت الطلاب وهم يأخذون امتحان التصنيف في صالة المحاضرة وفي لحظة ما خلال الساعة الثالث من الصمت المتوتر أخذت واحد من الامتحانات الإضافية وتقلبته وراجعت بعض اسئلة امتحان القراءة والنص الأخير عن أزمة الحداثة في العالم العربي وكان نص في رآي واضح وسهل الفهم وحتى       بسيط قليلاً بالنسبة لجودة حجته وادركت في تلكة اللحظة أنني قد وصلت في وقت غير واضح في السنوات الأخيرة الى الهدف المتلمص: التقن في العربي. كان كأني صاحب معرفة يريد مئة انسان الحصول عليه. يرغب في الحصول عليه الى حد انهم جاؤا هنا ودفعوا كثيراً للدراسة هنا. بعض سنوات من المجهود  وأعيش مثل زاعد بدون التفعال والاشتراك مع الاخرين ولا أقارن نفسي إلا مع الاساتذة فالآن قدام هؤلاء الطلاب أشعر كأنّي ساحر او عبقري. هذا الصباح وانا أطلع من غرفتي كان هناك طالب ينظر الى نسخة من البيان والتبيين علقتها على اللوحة الخشبية بجانب الباب وفهمت انه كان يحدق في هذه الكتابة الغامضة كأنها الكتابة الهيروغليفية. انا محيط بالشباب المتحمسون يرغب في معرفتي لا أقدرها وحتى أشك في نفسي عندما هو من الممكن ان أعتبر نفسي كخبير، كشيخ قد سافر على سبيل التعليم العربي منذ عقد وانا راهب بدأ الدراسة في عصر الجهلية  قبل ان كان هناك اية موارد لدراسة العامية، أثر حي من جيل قديم فات معظم مترحلونه من زمان طويل. انا هرمت وأقعد فوق جبل المعرفة

Comments

Popular Posts